منوعات

تلوث الهواء وسرطان الرئة: الخطر الصامت لغير المدخنين

المدخنين

بينما يرتبط سرطان الرئة عادة بالتدخين، يطرح الكثيرون تساؤلًا مهمًا: لماذا يصاب غير المدخّن بسرطان الرئة؟ في السنوات الأخيرة، تزايدت حالات الإصابة بهذا المرض لدى أفراد لم يسبق لهم التدخين، مما أثار قلقًا عالميًا واسعًا. وتشير الأبحاث إلى أن تلوث الهواء قد يلعب دورًا مركزيًا في هذا الارتفاع المفاجئ.

تلوث الهواء وسرطان الرئة: الخطر الصامت لغير المدخنين

في المقابل، كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature أنّ تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى طفرات جينية في خلايا الرئة مشابهة لتلك التي يحدثها التدخين. حيث تم تحليل أورام رئوية لـ 871 شخصًا غير مدخن من مناطق مختلفة حول العالم، ووجد الباحثون أن المناطق الأكثر تلوثًا أظهرت طفرات محرضة للسرطان بنسبة مرتفعة للغاية.

كيف تؤثر الطفرات الجينية الناتجة عن التلوث في تطور السرطان؟

أما بالنسبة للتغيرات الجينية، فالدراسة أظهرت أن تلوث الهواء يترك “بصمات طفرية” على الحمض النووي، وهي بصمات نادرة ما تُرى إلا لدى المدخنين. هذه الطفرات المحفزة تؤدي مباشرة إلى تكاثر غير طبيعي في الخلايا، وهو ما يُعتبر نقطة البداية لنشوء السرطان.

هل النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بدون تدخين؟

من جهة أخرى، لوحظ أن النساء، خصوصًا من أصول آسيوية، يُصبن بسرطان الرئة بنسب أعلى من غيرهن رغم عدم التدخين. ويرجع بعض الباحثين هذا إلى عوامل بيئية مثل الطبخ باستخدام وقود الفحم أو التعرّض المطول للتلوث الحضري، بجانب الاستعداد الوراثي.

لماذا يصاب غير المدخّن بسرطان الرئة رغم تجنبه التدخين؟

أيضًا، هناك عدة عوامل قد تفسر هذا التساؤل. فإلى جانب التلوث، تشير بعض الأدلة إلى أن الأدوية العشبية التقليدية، والمواد الكيميائية في المنزل أو العمل، يمكن أن تساهم في تحفيز طفرات مماثلة لتلك الناتجة عن التبغ. وبذلك، يظل غير المدخن عرضةً لمسببات خفية للسرطان.

هل التدخين السلبي له نفس تأثير تلوث الهواء؟

بينما يُعرف التدخين السلبي بأنه عامل خطر، فقد أظهرت الدراسة أن تأثيره الطفري أضعف بكثير مقارنة بتلوث الهواء. حيث لم تُرصد بصمات طفرية قوية في أورام غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي، مما يشير إلى أن التأثير المباشر للتلوث أشد وضوحًا وخطورة.

متى بدأت تظهر هذه الظاهرة بشكل بارز؟

في العقود الأخيرة، ومع تراجع نسب التدخين عالميًا، بدأ الأطباء يلاحظون ارتفاعًا في حالات سرطان الرئة بين غير المدخنين. هذا التغير السلوكي دفع المجتمع العلمي لإعادة تقييم أسباب المرض والتركيز على العوامل البيئية كمصادر خطر متزايدة.

هل يمكن الوقاية من سرطان الرئة لدى غير المدخنين؟

كما هو الحال في الوقاية من معظم السرطانات، فإن تقليل التعرّض لمصادر التلوث، والعيش في بيئات نظيفة، وتحسين التهوية في المنازل، قد يساهم في خفض خطر الإصابة. كما أن الفحص الدوري بالأشعة لذوي العوامل الوراثية أو المعرضين لتلوث مزمن يُعد خطوة وقائية مهمة.

ما هو دور الجينوم في الكشف عن مسببات السرطان؟

في المقابل، يعتمد العلماء الآن على تحليل الطفرات الجينومية لفهم مصدر السرطان. فكل بصمة طفرية تمثل سجلًا لتاريخ التعرض للمادة المسرطنة. وهذا ما مكّن العلماء من التفرقة بين الطفرات الناتجة عن التدخين، وتلك التي يتسبب بها تلوث الهواء أو المواد الكيميائية.

هل نحتاج إلى إجراءات صحية عامة عاجلة؟

بلا شك. تعتبر هذه النتائج دعوة واضحة لواضعي السياسات لتشديد الرقابة على مستويات التلوث. حيث أن التلوث البيئي لم يعد يسبب فقط أمراض الجهاز التنفسي، بل أصبح يرتبط بشكل مباشر بأخطر أنواع السرطانات، مما يهدد فئات كبيرة من السكان لم تكن في الحسبان سابقًا.

المدخنين

  • عدد العينات: 871 مريض غير مدخن.
  • المناطق: 28 منطقة في آسيا، أوروبا، أفريقيا، وأمريكا الشمالية.
  • المسبب الرئيسي: طفرات جينية ناتجة عن تلوث الهواء.
  • العوامل الأخرى: أدوية عشبية، التدخين السلبي، المواد الكيميائية.
  • التوصيات: تحسين جودة الهواء، الفحوص المبكرة، الوقاية البيئية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى