
في مراجعة طبية أثارت نقاشًا واسعًا، كشفت دراسة حديثة أن الصوم قبل الجراحة قد يكون غير ذي جدوى، وهو ما يتناقض مع تعليمات طبية معمول بها منذ عقود. ووفقًا للبحث، الذي استند إلى تحليل بيانات واسعة، فإن الامتناع عن الطعام قبل العمليات لا يقلل بالضرورة من خطر الاستنشاق أو المضاعفات. تابع التفاصيل عبر الرابط.
هل الصيام قبل العمليات الجراحية ضروري فعلًا؟
بينما يُوصى المرضى عادة بالصيام لفترة تصل إلى 8 ساعات قبل الجراحة، تهدف هذه الممارسة لتقليل خطر الاستنشاق الرئوي الناتج عن دخول محتويات المعدة إلى الرئتين أثناء التخدير، مما قد يسبب التهابات خطيرة ومضاعفات تنفسية.
لماذا تعيد الدراسة النظر في هذا الإجراء؟
أما الدراسة الجديدة، التي نُشرت في دورية “سيرجري”، فقد جمعت بيانات من 17 دراسة سابقة، شملت 990 مريضًا صاموا قبل الجراحة، و801 مريض لم يصوموا. وأظهرت النتائج عدم وجود فرق كبير في معدلات الاستنشاق بين المجموعتين، مما يضع فعالية الصيام التقليدي تحت التساؤل.
ما هي النتائج الرئيسية للدراسة؟
حيث سجّلت الدراسة حالات استنشاق بنسبة 0.7% لدى الصائمين، مقارنة بـ0.5% لدى غير الصائمين. كما لم يُلاحظ فرق ذو دلالة في النتائج السريرية العامة أو زمن التعافي بين المجموعتين، وهو ما يشير إلى أن الصيام المطول قد لا يكون ضروريًا في أغلب الحالات.
هل هناك أنواع صيام أكثر فعالية من غيرها؟
من جهة أخرى، لم تجد الدراسة نمطًا معينًا من الصيام يكون أكثر فعالية في الوقاية من استنشاق محتويات المعدة. وهذا يطرح تساؤلات حول جدوى تطبيق صيام موحّد صارم لجميع المرضى دون تمييز بين الحالات المختلفة.
متى بدأت ممارسة الصيام قبل الجراحة؟
أيضًا، تعود جذور التوصية بالصيام إلى عقود مضت، عندما كانت تقنيات التخدير أقل تطورًا. أما الآن، ومع وجود وسائل حديثة لمراقبة التنفس وتقنيات تخدير أكثر أمانًا، يعيد الأطباء التفكير في جدوى تلك التوصيات القديمة التي باتت محل نقاش.
ما رأي الخبراء حول نتائج الدراسة؟
في المقابل، علّق الدكتور إدوارد ليفينغستون، قائد الدراسة من جامعة كاليفورنيا، قائلاً: “الصيام المطول قبل الجراحة يزعج المرضى نفسيًا وجسديًا، وتشير الأدلة إلى أنه قد لا يقدم فائدة كبيرة. نحن بحاجة إلى مراجعة هذه السياسات العالمية المتبعة.”
هل ستتغير سياسات المستشفيات بناءً على هذه النتائج؟
كما صرّح بعض الأطباء أن هذه النتائج قد تدفع المؤسسات الصحية إلى تحديث بروتوكولات ما قبل الجراحة، لا سيما في الحالات البسيطة التي لا تتطلب صيامًا طويلًا. ومع ذلك، فإن التغيير الفوري غير مرجّح، لأن المسألة تتطلب المزيد من التوثيق العلمي والتوافق بين الهيئات الطبية.
كيف يجب أن يتصرف المرضى الآن؟
أما عن الإجراء الأمثل، فيُوصى المرضى بالالتزام بتعليمات الجراح المعالج وعدم تغيير نمط الصيام دون استشارة طبية. حيث أن لكل حالة ظروفها الخاصة، وقد تختلف درجة الخطورة بحسب طبيعة العملية والحالة الصحية للمريض.
ما هو أثر الصيام على راحة المريض ونفسيته؟
في هذا السياق، تؤكد الدراسة أن الصيام الطويل قبل العمليات يزيد من التوتر، الجفاف، والهبوط في ضغط الدم، خاصة لدى كبار السن. وبالتالي، فإن تحسين الإرشادات لتكون أكثر توازنًا قد يُساهم في تقليل معاناة المرضى وتحسين تجربتهم الجراحية.
الجراحية
العنصر | التفاصيل |
---|---|
الغرض التقليدي من الصيام | منع استنشاق القيء أثناء التخدير |
نتائج الدراسة الحديثة | لا فرق جوهري بين الصائمين وغير الصائمين في نسبة الاستنشاق |
النسبة المسجلة للاستنشاق | 0.7% للصائمين، 0.5% لغير الصائمين |
رأي الباحثين | الصيام الطويل قد يكون غير ضروري ومزعجًا للمرضى |