أثارت تصريحات إذاعة أوندا سيرو الإسبانية موجة من النقاش بين جماهير ريال مدريد، بعدما كشفت عن تفاصيل جديدة تتعلق بمستقبل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور. فبرغم تجميد مفاوضات التجديد في الوقت الحالي، يبدو أن اللاعب مصمم على البقاء في قلعة سانتياغو برنابيو، مؤكداً أنه سيجدد عقده مع النادي في التوقيت الذي يراه مناسباً.
ويمتد عقد فينيسيوس الحالي حتى صيف 2027، لكن العلاقة بين اللاعب والنادي مرت بمنعطف عندما طلب راتباً سنوياً يصل إلى 30 مليون يورو، وهو ما دفع الإدارة إلى التريث ودراسة الوضع قبل اتخاذ القرار النهائي.
هذا الموقف يعكس استراتيجية إدارة ريال مدريد، التي تميل إلى الحذر المالي، خاصة في ظل المنافسة الكبيرة في سوق الانتقالات وارتفاع الرواتب في الأندية الأوروبية الكبرى. ورغم أن فينيسيوس يُعتبر أحد أعمدة الفريق، فإن النادي يخطط لقياس مردوده في الموسم الجديد قبل منحه عقداً طويل الأمد بشروطه الجديدة.
لكن، هل ستؤثر هذه الخطوة على علاقة اللاعب بالنادي؟ أم أن الطرفين قادران على الوصول إلى صيغة ترضي الجميع؟ هذا ما سنناقشه في السطور التالية، مع نظرة أعمق على خلفية المفاوضات، موقف الجماهير، ورؤية الخبراء.
فينيسيوس يريد تجديد عقده مع الملكي
انضم فينيسيوس جونيور إلى ريال مدريد في صيف 2018 قادماً من فلامنغو البرازيلي، في صفقة أثارت الجدل حينها بسبب صغر سنه وقيمتها العالية. لكن الشاب أثبت نفسه سريعاً، وأصبح أحد الأسماء اللامعة في تشكيلات المدربين المتعاقبين، بفضل سرعته الفائقة ومهاراته في المراوغة وحسم المباريات.
منذ موسمه الثالث، بدأ فينيسيوس في فرض نفسه كلاعب حاسم في المباريات الكبيرة، حيث سجل أهدافاً مصيرية في دوري أبطال أوروبا، وأسهم في تتويج الفريق بعدة ألقاب محلية وأوروبية. هذه النجاحات جعلته واحداً من أعمدة المشروع الرياضي للنادي، وجعلت مسألة تجديد عقده قضية استراتيجية.
أسباب تأجيل التجديد
رغم الاتفاق الشفهي الذي كان قائماً بين اللاعب والنادي، فإن مطالبة فينيسيوس براتب سنوي ضخم نسبياً دفعت الإدارة إلى إعادة النظر. النادي الملكي، الذي يُعرف بانضباطه المالي، يحرص على ألا يؤدي أي عقد جديد إلى خلل في هيكل الرواتب أو إثارة مطالب مشابهة من لاعبين آخرين.
إضافة إلى ذلك، تسعى الإدارة لمراقبة مستوى اللاعب خلال الموسم الجديد، خاصة في ظل الإصابات التي تعرض لها في الموسم الماضي، وتقييم استمراريته على نفس الأداء العالي قبل الالتزام بمبلغ كبير طويل الأمد.
موقف فينيسيوس ورغبته في البقاء
على الرغم من تعقيد المفاوضات، فإن المصادر المقربة من اللاعب تؤكد أن فينيسيوس يريد تجديد عقده مع الملكي دون أي نية للرحيل. بالنسبة له، ريال مدريد ليس مجرد فريق، بل هو المكان الذي شهد انطلاقته العالمية، والنادي الذي منحه منصة لإظهار موهبته أمام الملايين.
اللاعب، البالغ من العمر 25 عاماً، يرى أن مسيرته لا تزال في أوجها، وأن الاستمرار مع النادي الملكي يمنحه فرصة لمواصلة كتابة اسمه في تاريخ كرة القدم الأوروبية.
رد فعل الجماهير والإعلام
جماهير ريال مدريد انقسمت حول قضية التجديد. فبينما يرى البعض أن اللاعب يستحق الراتب الذي يطلبه نظراً لقيمته الفنية، يرى آخرون أن على النادي وضع سقف للرواتب حتى لا يتأثر استقراره المالي. وسائل الإعلام الإسبانية بدورها سلطت الضوء على أن النادي يملك أوراقاً قوية في المفاوضات، خاصة مع بقاء عامين في عقد اللاعب الحالي.
المستقبل القريب – موسم حاسم
الموسم القادم سيكون بمثابة اختبار كبير للطرفين. إذا استطاع فينيسيوس الحفاظ على مستواه وتجنب الإصابات، فقد يجد النادي نفسه مضطراً للموافقة على شروطه المالية. أما إذا تراجع أداؤه، فقد تتغير أولويات الإدارة، وربما تفكر في حلول بديلة على المدى البعيد.
إستراتيجية ريال مدريد في تجديد العقود
تاريخياً، يتبع ريال مدريد سياسة متوازنة في تجديد عقود لاعبيه، حيث يدمج بين المكافأة على الأداء المتميز والحفاظ على الانضباط المالي. هذه السياسة ساعدت النادي على تجنب أزمات مالية شهدتها أندية أوروبية أخرى. وفي حالة فينيسيوس، يبدو أن النادي مستعد للمراهنة على استمراريته كلاعب أساسي قبل اتخاذ القرار النهائي.
تأثير تجديد العقد على سوق الانتقالات
في حال توصل الطرفان إلى اتفاق، سيبعث ذلك برسالة قوية لبقية اللاعبين في الفريق وللمنافسين في أوروبا. وسيؤكد أن ريال مدريد قادر على الاحتفاظ بنجومه رغم الإغراءات المالية من أندية البريميرليغ والدوري السعودي، التي لا تخفي اهتمامها ببعض لاعبي الملكي.
رؤية الخبراء
يعتقد خبراء كرة القدم أن مستقبل فينيسيوس في ريال مدريد شبه مضمون، لكن مسألة الراتب ستكون الفيصل. بعض المحللين يرون أن اللاعب قد يضطر لتقديم تنازلات مالية مقابل ضمان عقد طويل الأمد مع الفريق، بينما يعتقد آخرون أن أداءه الاستثنائي في المواسم الأخيرة يعطيه الحق في المطالبة بما يراه مناسباً.
الخلاصة – ما ينتظر فينيسيوس والملكي
تظل قصة فينيسيوس يريد تجديد عقده مع الملكي مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن المؤكد أن العلاقة بين الطرفين أقوى من أن تهزها مفاوضات مالية. جماهير ريال مدريد ستتابع عن كثب ما ستسفر عنه الأشهر القادمة، خاصة وأن الموسم الجديد قد يكون نقطة تحول في مسيرة اللاعب والنادي على حد سواء.
