الإقتصاد

المعدن النفيس يعود إلى عرش النظام المالي العالمي

المعدن النفيس

بينما يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة من الشكوك والتقلبات، عاد المعدن النفيس بقوة إلى المشهد المالي. حيث استعادت الأونصة الذهبية مكانتها كأصل استراتيجي في محافظ البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد. تابع التفاصيل عبر هذا الرابط.

المعدن النفيس يعود إلى عرش النظام المالي العالمي

في المقابل، يشير تقرير حديث من “فايننشال تايمز” إلى أن المعدن النفيس قد تجاوز اليورو، ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي عالمي بعد الدولار. هذا التحول جاء مدفوعًا بمشتريات غير مسبوقة من البنوك المركزية، التي تجاوزت 1000 طن سنويًا منذ ثلاث سنوات.

الذهب بين الملاذ الآمن والرهان الاستراتيجي

أما من جهة أخرى، فإن القلق من التضخم وتصاعد الدين الأمريكي، خصوصًا في ظل السياسات المالية للرئيس السابق دونالد ترامب، ساهم في تعزيز موقع المعدن النفيس كملاذ موثوق. فقد تجاوزت أسعاره حاجز 3000 دولار للأونصة، في أعلى قيمة حقيقية له منذ الثمانينيات.

لماذا تفضله البنوك المركزية؟

أيضًا، يتجه عدد متزايد من الدول إلى تعزيز احتياطياتها من المعدن النفيس كخيار مالي محايد. هذه الدول، مثل الصين وتركيا والهند، تنظر إلى الذهب كوسيلة لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي في ظل التوترات الجيوسياسية.

المعدن النفيس والحياد المالي

حيث كان لتجميد الأصول الروسية بالدولار في 2022 دور كبير في إعادة النظر في الخيارات الاحتياطية. أدركت الحكومات أن الاعتماد الكامل على العملة الأمريكية قد يمثل خطرًا في ظروف النزاع، ما دفعها لاختيار المعدن النفيس كبديل أكثر حيادية.

البيتكوين ليس بديلاً حقيقياً

من جهة أخرى، رغم صعود العملات الرقمية، فإن محللين كبارًا يرون أن الذهب لا يزال يحتفظ بمكانته. حيث قال كينيث روجوف من جامعة هارفارد: “الناس يقولون إن البيتكوين هو الذهب الجديد، وأنا أقول: لا، الذهب هو الذهب الجديد”.

استمرار تدفقات الاستثمار في المعدن النفيس

أما على صعيد الاستثمار المؤسسي، فقد شهدت الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات إيجابية بلغت 322.4 طن في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام. هذه المؤشرات تؤكد أن المعدن النفيس لا يزال يحظى بثقة الأسواق.

قيود التخزين والنقل ما زالت قائمة

لكن رغم كل هذه المكاسب، يبقى المعدن النفيس أصلًا ماديًا يصعب تخزينه ونقله. وقد أدى التوتر بشأن الضرائب الجمركية المحتملة في مطلع 2025 إلى ازدحام كبير في خزائن الذهب في نيويورك ولندن.

هل يتكرر سيناريو 2008؟

في المقابل، أشار استطلاع لبنك أوف أميركا إلى أن 45% من مديري الصناديق يرون أن أسعار المعدن النفيس مبالغ فيها، وهي أعلى نسبة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، مما يعكس بعض التوجس في الأسواق.

أهمية الذهب في مواجهة النظام المالي الورقي

كما يرى بعض المحللين أن عودة المعدن النفيس تعكس فشلًا في النظام المالي الحالي المعتمد على العملات الورقية. فقد سمح هذا النظام بطباعة الأموال دون ضوابط، ما تسبب في فقدان الثقة بقيمة النقود التقليدية.

تحذيرات من التعلق المفرط بالذهب

من جهة أخرى، يرى بعض الاقتصاديين أن الاعتماد المفرط على الذهب قد يسبب صعوبات في أوقات الأزمات. فقد ساهم ربط العملات بالذهب سابقًا في تعميق الكساد الكبير، بسبب القيود المفروضة على السياسات المالية التوسعية.

المستقبل: بين التوازن والعودة للتاريخ

بينما لا يمكن الجزم بأن المعدن النفيس سيحافظ على هذا الزخم للأبد، إلا أنه يثبت مرة أخرى أنه ليس فقط ملاذًا آمنًا، بل عنصرًا جوهريًا في استقرار النظام المالي العالمي.


المعدن النفيس

  • العنوان: المعدن النفيس يعود إلى عرش النظام المالي العالمي
  • الكلمة المفتاحية: المعدن النفيس
  • عدد الكلمات: 1000 كلمة تقريبًا
  • تاريخ النشر: السبت، 14 يونيو 2025
  • الكاتب: العين الإخبارية – ياسمين السيد هاني
  • المصدر الأصلي: اضغط هنا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى